نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
المستخلص
نقاط رئيسية
الخلاصـــة :
إن التعالیم الإسلامیة التى تدعو إلى الاستخدام الرشید لموارد المیاه حتى یمکن الوفاء باحتیاجات الإنسان واستمرار حیاته ، یمکن تلخیصها فى عبارة " إدارة الطلب ". ووفقا لما أورده الدین الإسلامى ، فإن الناس یمکنهم التحکم فى الطبیعة واستخدام مواردها ، لکن من غیر المسموح به أن یفسدوا ویتلفوا ما خلقه الله . ومن المفترض أن استراتیجیة إدارة المیاه التى تتضمن عناصر ثقافیة ، یمکن أن تکون مؤثرة وبقوة . وصانع القرار یمکنه الولوج إلى العقیدة الإسلامیة بحثا عن وسیلة لإعداد وتنفیذ استراتیجیة إسلامیة لإدارة المیاه . وبالنسبة للمسلمین تتمثل تلک الوسیلة فى تطبیق الشریعة والتعالیم الإسلامیة ، والتى تعتبر وبحق مشجعة فى مجال المیاه .
ومبادئ إدارة المیاه فى الشریعة الإسلامیة یمکن استخدامها بشکل منفرد ، أو بالاتحاد مع المبادئ غیر الدینیة ، مثلما حدث فى الأردن مع مطلع عام 1990 لحث المواطنین على الحفاظ على موارد المیاه النادرة . ووجود سیاسة مائیة إسلامیة یمکن أن یکون له أثره فى إیجاد بدائل ورؤى وأنظمة غیر تقلیدیة . أضف إلى ذلک ، أن الإدارة المستدامة للمیاه فى الدول الإسلامیة یمکن أن تحوز قبولا ونجاحا کبیرا ، إذا ما تضمنت أدوات الإدارة بعضا من الحوافز مثل الجوائز التشجیعیة الدینیة والمادیة .
إن استراتیجیات إدارة الطلب ذات البعد الثقافى تتطلب جهدا مضنیا فى مجال التعلیم المائى ، وترسیخ الأفکار التى تؤکد الصلة الوثیقة بین الإسلام والحفاظ على المیاه.
ومن الممکن جعل الجوائز التشجیعیة على المستوى الفردى أو المجتمعى ، لتعلیم الدارسین وبما یتوافق مع ثقافاتهم وأنظمتهم العقائدیة . فإذا ما تم تطویر المبادئ الإسلامیة لإدارة المیاه ، وجب أن تنتقل من مستوى المبادئ الدینیة والأکادیمیة لتصل إلى مستوى العوام . وجمیع المبادئ الإسلامیة لإدارة المیاه یجب أن تتجه لتغییر سلوکیات المسلمین فى حیاتهم . وقد وضع الله سبحانه وتعالى المسلم فى اختبار ، حتى یرى کیف سوف یستخدم موارده الطبیعیة ، وهل سیطبق ویتبع مبادئ صیانة المیاه وحمایة نوعیتها أم لا ، ومن یفعل ذلک فإن ثوابه عند الله . ومن یعصى فإن الفرصة أمامه للتوبة وإلا تعرض لعقاب الله فى الدنیـا وفى الآخرة . ما نود أن نقوله أن الإنسان یعتبر جزءا لا یتجزأ من الطبیعة ، وحیث أن تلک الطبیعة تشمل البیئة الطبیعیة والموارد المائیة ، فمن الواجب علیه أن یتعامل معها بصفته مشرف علیها ولیس کما یفعل الغزاة المعتدین . إن العدید من بلدان العالم الإسلامى تواجه تهدیدات مائیة , فالبعض یعانى من الجفاف ، والبعض الآخر یشکو من الفیضانات ، ونوعیة المیاه الردیئة ……الخ . وإذا لم یتم الانتباه إلى تلک التهدیدات فى إطار ثقافى ذو معنى ، فمن المحتمل أن یتحول الموقف إلى الصراع والنزاع . إن القواعد الإسلامیة التى تنظم علاقة الإنسان بالبیئة ، ونظام الثواب والعقاب الموجود فى الإســـلام ، تتفق جمیعها تماما مع تعریف کلمة " البیئة " ، تلک الکلمة التى تمتد لتشمل الطبیعة والإنسان والثقافة ، وأیضا مبدأ المعاملة بالمثل . بمعنى آخر فإنه وفقا لتعالیم القرآن الکریم والسنة الشریفة ، فإن البیئة لیست ظاهرة کونیة ساکنة بحیث یمکن التعرض لها دون تأثیر یذکر .