التعاليم الإسلامية وصيانة المياه من خلال الوعى العام فى منطقة شرق البحر المتوسط

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

المستخلص

تعتبر صيانة المياه من الأنظمة المعقدة والمتداخلة مع العديد من الأمور الأخرى ، بدءا بما يتعلق منها بتعليم المستهلک وحتى التجهيزات التکنولوجية المتقدمة . ومن الواجب وضع تلک الأمور في الاعتبار ، وفقا لأبعادها الاقتصادية ، الاجتماعية ، العقائدية ، السياسية ، القانونية وايضا الفنية . إن صيانة المياه يجب أن تعامل باعتبارها مکونا أساسيا في عملية الإدارة المتکاملة للموارد المائية ، وبحيث يکون الوعى العام والتعليم هى الأدوات الأساسية المطلوب توافرها لضمان مشارکة وإدماج الجمهور في عملية صيانة المياه . وتجدر الإشارة إلى أن ذلک يعتبر من الأمور ذات الأهمية الخاصة بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية .  متد منطقة شرق البحر المتوسط لتضم 23 دولة ، تقع معظمها في مناطق جافة وشبه جافة ، وبمعدل سقوط أمطار سنوى منخفض ، وبمعدل سکان يصل إلى 436 مليون نسمة ، معظمهم يدينون بالدين الإسلامي . بناء على ذلک فإن الهدف من ذلک الفصل يتمثل فى تبيان أهمية استخدام الإدارة والنظام التعليمي والتعاليم الإسلامية في صيانة المياه ، بمنطقة شرق البحر المتوسط ، وبخاصة لزيادة وتحسين المشارکة والوعى العام في عملية صيانة المياه .

نقاط رئيسية

الخلاصــــة :

رغم حقیقة أن المیاه تعتبر سلعة ذات قیمة دینیة فی الثقافة الإسلامیة ، وأن مواردها الطبیعیة تعتبر مملوکة ملکیة مشترکة فی الشریعة الإسلامیة ، فقد لعب السوق دورا هاما فی إدارة إمدادات المیاه والطلب علیها منذ بزوغ شمس الدولة الإسلامیة فی شبه الجزیرة العربیة . ونظام حقوق الملکیة فی الإسلام یسمح لمن یبذل الجهد والمال أن یسحب المیاه من المصدر المملوک ملکیة مشترکة ، حتى یمکن تأمین حقوق الملکیة الخاصة ، بشرط الحفاظ على حقوق المستخدمین الآخرین .

وهذا النهج یوفر الفرصة لتبادل المیاه مع باقى السلع ، بمعنى تکوین سوق المیاه ، والتى لوحظ وجود أشکالها التنظیمیة المتنوعة فی البلدان الإسلامیة . وإن کانت بدایات الدولة الإسلامیة قد شهدت قیام بیت المال بتمویل تشیید السدود ، وتطویر خزانات المیاه . لذلک یمکن القول أن هاتین المؤسستین ـ الخاصة والعامة ـ قد بادرتا وباشرتا أنشطة إمداد المیاه ، نقل المیاه ، وتوزیعها .

إن المیل نحو الاحتکار یتحقق إذا ما عهد إلى السوق بمهمة توفیر خدمات المیاه ، وایضا توزیعها . ویمکن القول أن التشریع الإسلامى لا یبرر خصخصة قطاع المیاه بأکمله ، ویتفق معه فی ذلک المنطق الاقتصادى . والأحرى من ذلک ، وما نوصى به هنا هو التنسیق بین القطاعین العام والخاص فی مجال التعامل مع الأنشطة ذات الصلة بالمیاه . وقد یکون من الملائم أن یتحمل القطاع العام مهمة الاستثمارات الخاصة بتوفیر المیاه والحفاظ علیها ، أما مهمة نقل المیاه وتوزیعها فیجب أن تناط بالقطاع الخاص .

ویمکننا أن نقرر أنه إذا ما طبقت القواعد والقیم الإسلامیة فی السوق ، فلا شک بل من المتوقع أن الأسعار التى سیتم تحدیدها سوف تکون على درجة عالیة من الکفاءة . ذلک السعر سوف یقوم بمهمة المعدل الإحصائى للمیاه التى یتم توفیرها وبیعها عن طریق القطاع العام ، وذلک السعر لابد وأن یغطى متوسط التکلفة الکلیة للعملیة . ویجدر التنویه إلى أنه لا یجب استخدام التمییز والمحاباة فی تسعیر المیاه فی الممارسة . إن هذا الفرض یتوافق مع النظام القانونى فی الإسلام ، وإدارة إمدادات المیاه والطلب فی إیران .